أسامه زردق يكتب: رش الملح في طريق الاستدامة خير
اعتاد التراث المصري على التفاؤل والاطمئنان لرش الملح في الطرقات حتى صارت -ظاهرة رش الملح- تعبيرا عن الفرح لدى البعض والتحصين لدى آخرين وسواء كان المقصد فرح أو تحصين فكلاهما مشاعر تنبت في قلبوب مطمئنة مستقرة.
والحقيقة إن قلوب المصريين المتعلقة بسيناء ظلت مرتجفة مضطربة لمرور سنوات عجاف على القطعة الغالية من أرض الوطن التي هاجمها شبح الإرهاب الغادر فأضاع عنها خيرات كثيرة لكن بالأمس قررت الحكومة أن ترش الملح ايبانا باتخاذ خطوة جديدة وأكيدة في طريق الإستدامة تبرهن استقرار سيناء الحبيبة.
فقد استقبلت محافظة شمال سيناء أول دفعة من الأسمدة الكيماوية المدعمة بعد غياب دام لسنوات حيث تم توزيع المقررات السمادية المخصصة من وزارة الزراعة بواقع 50 طنا من سماد سلفات نشادر المعروفة باسم" الملح" الذي يعتبر عصب العملية التسميدية لمختلف المحاصيل الحقلية ليتم توزيعها على مزارعين الأرض الطيبة.
اقرأ أيضاً
- أوكرانيا تلغي ترخيص تصدير أنواع معينة من المنتجات الزراعية
- بشرى خير.. عودة أسمدة النترات إلى سيناء يفتح الباب لاستعادة أمجادها الزراعية
- روسيا تحدد حصة تصدير القمح بـ11 مليون طن مع حظر صادرات الشعير والذرة والجاودار
- وزير الزراعة: العالم يحتاج لإعادة تأهيل 5 ملايين هكتار من الأراضي بحلول 2030
- بولندا تبني مخزنا قياسيا للحبوب لحماية الإمدادات الغذائية
- الزراعة توزع 50 طن سلفات نشادر على مزارعي شمال سيناء
- تفاصيل مشاركة «الإقليمي للأغذية والأعلاف» في مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان بالإسكندرية
- الأعلى مبيعا.. سعر ومواصفات شيفروليه الدبابة في السوق المصرية
- الاتحاد الأوروبي يخفض تقديراته لمحصول القمح إلى أدنى مستوياته منذ 12 عاما
- الأمطار الغزيرة في أمريكا الجنوبية تحسن آفاق فول الصويا والذرة
- إزالة الأكشاك والفتارين المخالفة ورفع السيارات المتهالك بمحيط مستشفى أم المصريين
- توقعات بزيادة صادرات الرمان في جنوب أفريقيا لعام 2025 بنسبة 18%
دخول الملح لسيناء بمثابة قبلة الحياة لتلك القطعة الغالية من أرض الوطن والتي نأمل في أن تستعيد أمجادها الحقيقية باعتبارها منطقة زراعية ذات طابع خاص حباها الله مكانة لم يمنحها لمنطقة غيرها فارتبط اسمها بزراعات التين والزيتون في القرآن الكريم وكذلك غزت الشرق بالخوخ العريشي والطماطم السيناوي المميزة.
ولا يخفى عن أحد ما بذلته الدولة المصرية من جهود ضخمة على كافة المستويات لاستعادة الحياة الطبيعية لسيناء وتحقيق التنمية المستدامة فيها والتي تبرهن على تمام الاستقرار واقتلاع جذور الإرهاب لغرس بذور الحياة وزرع الخير بدلا من المتفجرات.
أعجبني موقف اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء الذي يقدر كل ما ذكرته آنفا ويقدر قيمة عودة الزراعة لهذة البقعة المباركة والتي تمثل استقرارا أمنيا وبسط نفوذ اقتصادي للدولة المصرية فاستقبل بنفسه شحنة الأسمدة والتقط مجموعة من الصور التذكارية بجانب قيادات وزارة الزراعة بشمال سيناء احتفالا بوصول أجولة الاسمدة الواردة.
كان إمداد سيناء بالأسمدة الكيماوية وخاصة النتراتية قد توقف لدواعي أمنية في مقدمتها استخدام الجماعات الإرهابية تلك سماد نترات النشادر في صناعة المتفجرات وما إنفك شبح تلك الجماعات وعاد الاستقرار لسيناء الحبيبة حتى سمح بدخول الاسمدة لترش الدولة الملح في طريق الاستدامة بطريقتها الخاصة.