تقلبات مناخية تضرب المانجو وتدفع الأسعار للارتفاع


يشهد موسم المانجو في مصر هذا العام تراجعًا حادًا في المعروض من المحصول، ما أثار تساؤلات واسعة في الأسواق المحلية حول أسباب الانخفاض وتأثيره على الأسعار، لا سيما بعد موسمين متتاليين من الإنتاج الوفير الذي طمأن المستهلك والمُصدر على حد سواء.
أسعار ملتهبة في بداية الموسم.. وتوقعات بالاستمرار
الانخفاض اللافت في حجم الإنتاج ترك بصمته سريعًا على السوق، حيث سجلت الأسعار مع بداية الموسم ارتفاعات ملحوظة، لتبدأ أعلى من معدلاتها المعتادة في مثل هذا الوقت من العام. ويرجّح خبراء أن يستمر هذا الاتجاه الصعودي في الأسعار حتى نهاية موسم الحصاد، خاصة أن الكمية المتاحة هذا العام لا تتجاوز 40% من الطاقة الإنتاجية المعتادة للمزارع المزروعة بالمانجو.
اقرأ أيضاً
أضرار ملامسة الثمار للتربة وأبرز الحلول
المانجو في خطر.. ورق أبيض ينقذ المحصول
قفزة في صادرات زيت النخيل الإندونيسي مدفوعة بارتفاع الأسعار وزيادة الطلب
المانجو المصرية على خريطة التصدير العالمي
غانا تتحرك لضمان إمدادات مستقرة لصناعة المانجو
الفراولة المصرية تغزو السوق الماليزية بفضل التوقيت والأسعار
تحذير حكومي شديد اللهجة إلى التجار: لا تستغلوا أزمة إيران لرفع الأسعار
”ضد الغلاء” تحذر من استغلال الحرب الإسرائيلية الإيرانية لرفع الأسعار
الفلبين تسعى لتوسيع صادراتها الزراعية إلى مصر بمنتجات المانجو والموز
البرتقال المصري لا يزال متاحا للتصدير رغم ارتفاع الأسعار وتراجع المعروض
روشتة تحجيم الثمار في شهور الحرارة المرتفعة
توفير أرصدة كافية من السلع.. «التموين» تكثف الرقابة خلال إجازة العيد
ظاهرة "المعاومة" والتقلبات المناخية تلعب الدور الأبرز
المهندس أشرف الأنصاري، استشاري زراعة المانجو، كشف أن التراجع في المحصول يعود في المقام الأول إلى ظاهرة "المعاومة"، أو ما يعرف بتبادل الحمل، وهي دورة طبيعية تمر بها أشجار المانجو، حيث تعطي إنتاجًا غزيرًا في عام، يتبعه عام آخر بإنتاج منخفض.
وأضاف الأنصاري أن الأمر لا يتوقف عند هذه الظاهرة فحسب، بل يتفاقم نتيجة الاضطرابات المناخية التي تشهدها البلاد، لا سيما التقلبات في درجات الحرارة التي تؤثر بشكل مباشر على مراحل الإزهار والتلقيح.
أصناف بين الأصالة والتجديد.. و"السيسي" يدخل المنافسة
رغم تحديات الإنتاج، تواصل مصر الحفاظ على ثراء وتنوع أصناف المانجو المزروعة فيها. فإلى جانب الأصناف المحلية العريقة مثل "العويس" و"فص العويس" المعروفة بنكهتها الفريدة وعطرها الأخّاذ، برزت خلال العقود الأخيرة أصناف مستوردة أكثر إنتاجية مثل "الكيت" الذي يتصدر صادرات مصر من المانجو، يليه "الأوستين"، و"R2E2"، و"الكنت"، و"التومي". ومؤخرًا، دخلت إلى السوق المصري أصناف آسيوية جديدة تحمل سمات مميزة مثل "المها شينوك"، و"الريد إيفوري"، إلى جانب صنف جديد أطلق عليه اسم "السيسي"، تقديرًا لجودته العالية وغزارته الإنتاجية.
مكانة اقتصادية مؤثرة.. وتحديات تتطلب حلولًا استراتيجية
تُعد المانجو من الركائز الهامة في صادرات الفواكه المصرية، حيث تحتل المرتبة الثالثة بعد الموالح والفراولة من حيث القيمة التصديرية. وتساهم في دعم الاقتصاد الوطني عبر توفير عائد دولاري ملموس. لكن هذا القطاع الحيوي لا يخلو من التحديات، أبرزها الزحف العشوائي لزراعة بعض الأصناف دون دراسة جدوى واضحة، إضافة إلى ضرورة توحيد معايير الجودة التصديرية لضمان تعزيز القدرة التنافسية للمنتج المصري في الأسواق العالمية.