العنبر الخاطئ مقبرة لمشروعك الداجني.. تفاصيل


في زمن تتسارع فيه خطوات الإنتاج الحيواني، تبرز تربية الدواجن كإحدى أهم الركائز الاقتصادية التي يعتمد عليها آلاف المربين في الريف والحضر. لكن، بين الطموح بتحقيق أرباح مجزية، والوقوع في فخ الخسائر السريعة، تقف المعلومة الدقيقة حاجزًا فاصلاً، كما تؤكد الدكتورة أماني حسين والي، الباحث أول بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني بمركز البحوث الزراعية.
خلط الطيور.. قنبلة موقوتة داخل الحظيرة
تحذر د. أماني من خطأ شائع يرتكبه كثير من المربين، وهو جمع أنواع مختلفة من الطيور، مثل البط والدجاج، في نفس المكان. هذه الممارسة، كما توضح قد تؤدي إلى انتقال أمراض صامتة، خاصة أن بعض الطيور المستوردة تكون حاملة للفيروسات دون أن تظهر عليها الأعراض، مما يعرض الأنواع البلدية الأقل مقاومة لمخاطر كبيرة، قد تصل إلى النفوق الجماعي.
اقرأ أيضاً
طريقة فك اللحوم تحولها من غذاء لسم قاتل.. تعرف على التفاصيل
أسباب ظهور سنة العجوزة.. وكيفية حماية الذرة منها
تراجع في زراعة الكانولا بكندا مع تزايد الضغوط المناخية والتجارية
مصر تفوز بمنصب رئيس مجلس الفاو لأول مرة في تاريخ المنظمة
نباتات الزينة درع أخضر لمواجهة تغير المناخ.. تفاصيل
«الزراعة» تصدر تراخيص لـ352 صوبة ومشتل لإنتاج شتلات خضر خلال يونيو
”الزراعة”: 677 ترخيص تشغيل جديد لمشروعات الإنتاج الحيواني والداجني
صادرات العنب المصري تحقق نموًا ملحوظًا في 2025
قفزة مغربية في سوق الأفوكادو الكندي
«الزراعة»: نباتات الزينة تنقذ المناخ وتحسن جودة الهواء
حصاد استصلاح الأراضي خلال يونيو: إزالة التعديات وتكثيف الإرشاد الزراعي
تحذيرات هامة لـ مزارعي الذرة خلال يوليو: موجات الحرارة تهدد المحصول
وتضيف أن الفصل بين الأنواع، ولو بشكل جزئي، يعد أحد الإجراءات الوقائية الضرورية، مشيرة إلى أن العشوائية في التربية قد تقضي على مجهود أشهر خلال أيام معدودة.
الديك لا يرحم.. العدد الزائد كارثة داخل العنبر
جانب آخر لا يقل خطورة، بحسب د. أماني، هو زيادة عدد الذكور (الديوك) في قطيع الدجاج البلدي، إذ تؤدي هذه الزيادة إلى سلوكيات عدوانية وصراعات داخل القطيع، ليس فقط بين الذكور، بل قد تمتد إلى افتراس الإناث أو إلحاق الأذى بها.
وتوصي الباحثة بتحديد عدد الذكور بما يتناسب مع عدد الإناث داخل الحظيرة، لتفادي المشكلات السلوكية وتحقيق التوازن داخل العنبر.
دور معهد بحوث الإنتاج الحيواني.. دعم علمي على الأرض
في مواجهة هذه التحديات، لا يقف المربي وحده. فـمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية، يفتح أبوابه للمربين والمهتمين، ساعيًا لنقل المعرفة العلمية من المعامل إلى المزارع.
وتشير د. أماني إلى أن المعهد لا يكتفي بإجراء الأبحاث، بل يقدم دورات تدريبية وورش عمل (بعضها مجانًا أو بتكلفة رمزية)، بالإضافة إلى استشارات فردية للمساعدة في اختيار السلالات، وإعداد العلائق، وإدارة العنابر، وكل ما يتعلق بالتربية السليمة للدواجن.
من المعلومة تبدأ الحكاية.. ومن الجهل تبدأ الخسائر
تؤكد الباحثة أن النجاح في هذا القطاع لا يرتبط بالحظ أو الخبرة الوراثية، بل بمن يملك المعلومة الموثوقة ويطبقها بدقة. وتشرح أن أي مشروع دواجن، مهما كان حجمه، يعتمد على عدة عناصر مترابطة:
اختيار السلالة من مصدر موثوق
توفير عليقة متوازنة وغنية بالعناصر الغذائية
إدارة العنبر من حيث النظافة، التهوية، الحرارة، والكثافة العددية
الالتزام ببرامج التحصين ومتابعة الحالة الصحية للقطيع
وتختم حديثها بجملة قاطعة: "المعلومة قوة.. ومن يملكها يمتلك مفاتيح النجاح"، مؤكدة أن المعهد مستعد لدعم أي مربٍّ، سواء كان مبتدئًا أو صاحب مشروع قائم، بشرط أن يمتلك الرغبة في التعلم والاستعداد لتطبيق العلم على الأرض.