الزراعة الذكية تفتح أبواب الفواكه الاستوائية بمصر


في مشهد زراعي لم يكن مألوفًا قبل سنوات، بدأت الفواكه الاستوائية تحتل مكانًا بارزًا في الحقول المصرية، بعدما مهّدت التغيرات المناخية الطريق أمام محاصيل لطالما ارتبطت بالمناطق الاستوائية الدافئة. وبينما يرى البعض أن المناخ وحده هو المسؤول عن هذه الطفرة، يشير خبراء الزراعة إلى دور محوري للتقنيات الزراعية الحديثة في إدخال هذه الفواكه إلى السوق المصرية.
وأكدت الدكتورة أميرة عاطف عبدالله، الباحثة في قسم بحوث تكنولوجيا الحاصلات البستانية بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية، أن مصر تشهد بالفعل زيادة ملحوظة في زراعة بعض الفواكه الاستوائية التي كانت يومًا ما نادرة أو غير معروفة محليًا. وقالت: "التغيرات المناخية ساهمت في تعديل مواعيد الزراعة والإنتاج، مما أدى إلى ظهور بعض المحاصيل خارج مواسمها التقليدية، مع قدرة بعض الأصناف الاستوائية على التكيّف مع المناخ المصري المتحول."
تقنيات الزراعة تقود التحوّل
لكن الدكتورة أميرة تؤكد أن هذا التحوّل لا يُعزى فقط للطقس، بل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتوسع استخدام التكنولوجيا الزراعية، مثل الزراعة في الأنفاق البلاستيكية، والصوب المحمية، والزراعة المائية. وهي تقنيات وفّرت بيئة مناسبة لزراعة أصناف غير تقليدية، وأسهمت في تحسين جودة الإنتاج وزيادة العائد الاقتصادي.
دوافع قوية وراء الزراعة الاستوائية
اقرأ أيضاً
طقس أمريكا يضغط على أسعار فول الصويا رغم انخفاض المساحات المزروعة
الحجر الزراعي ينظم فحص وحدات التعبئة الخشبية وتقليص مدة صلاحية محاضر المعالجة
وزير الصحة إطلاق خطة نظم الغذاء والتغذية لخفض الأنيميا
قفزة في صادرات الطماطم الأذربيجانية تعكس انتعاش القطاع الزراعي
تحسن ملحوظ في واردت بنجر السكر بالدقهلية
اتفاق جديد يعمق العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا
منظمة الأغذية العالمية تمنح جائزتها التقديرية لبنك الطعام المصري
ختام فاعليات معرض فيتاجرو بالإسكندرية للمنتجات الطبية
مباحثات مصرية فرنسية للتعاون الفني والرقابة على المنتجات ذات الأصل الحيواني
مولدوفا تمدد تراخيص استيراد الحبوب لحماية الإنتاج المحلي
الهند تستعد لمضاعفة صادرات زيت النخيل بفضل التحول الرقمي والامتثال البيئي
تعزيز الشراكة الدولية لدعم الزراعة المستدامة.. نشاط مركز البحوث الزراعية خلال يونيو
تحول مصر إلى حاضنة جديدة للفواكه الاستوائية ليس وليد الصدفة، بل جاء مدفوعًا بجملة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والصحية، أبرزها:
الاستجابة للطلب المتزايد في السوق المحلية، وسعي الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
تنمية الصادرات الزراعية وفتح أسواق جديدة بفضل ارتفاع العائد الاقتصادي لتلك الفواكه.
تنويع المحاصيل الزراعية لتقليل المخاطر المرتبطة بالاعتماد على محاصيل محددة.
فوائدها الصحية العالية، التي جعلتها أكثر جذبًا للمستهلكين.
خلق فرص عمل جديدة، والمساهمة في تطوير القطاع الزراعي ورفع كفاءته.
استغلال أسطح المنازل وتحويلها إلى مساحات خضراء لزراعة فواكه ذات قيمة، ما يمثل فرصة استثمارية صغرى ومصدر دخل إضافي للأسر.
فاكهة نعرفها... وأخرى تُفاجئنا!
رغم أن بعض الفواكه الاستوائية أصبحت مألوفة في الأسواق المصرية مثل المانجو، الموز، الجوافة، والأناناس، إلا أن موجة جديدة من الفواكه غير التقليدية بدأت تفرض حضورها بقوة، حاملة فوائد غذائية وطبية مذهلة، ومذاقات فريدة من نوعها.
وفيما يلي أبرز الفواكه الاستوائية التي بدأت تنتشر في مصر، مع نبذة عن فوائدها ومناطق زراعتها:
1. اللونجان (عين التنين)
لب أبيض شفاف وقشرة بنية رقيقة، بطعم حلو غني. تُعرف بقدرتها على تعزيز المناعة وتحسين الهضم وتقوية الذاكرة، كما تساعد على الشبع وتقليل الوزن. تُزرع في الشرقية والإسماعيلية والأقصر وأسوان.
2. الدوريان (ملك الفواكه)
فاكهة كبيرة الحجم تغطيها الأشواك وتتميز برائحة قوية. تنظم ضغط الدم والسكر، وتحارب الكوليسترول وفقر الدم. تُباع في السلاسل التجارية الكبرى رغم نُدرتها.
3. البمبر العراقي (فاكهة الكرم)
ثمار خضراء تتحول إلى صفراء، تحتوي على مادة هلامية حلوة. لها دور فعال في تعزيز المناعة وصحة العظام، وتزرع في مشاتل متخصصة بالشرقية.
4. فاكهة الثعبان (سناك فروت)
تشبه قشرتها جلد الأفعى، أما لبّها فمقرمش بطعم خليط من الموز والأناناس. تنظم السكر، وتحافظ على صحة العين والقلب، ومثالية للأنظمة منخفضة السعرات.
5. الليتشي (فاكهة التمساح)
قشرة حمراء خشنة، ولب بطعم العنب الممزوج بالورد. تعزز المناعة، وتحسن الهضم، وتساعد في إنقاص الوزن. تُزرع في الإسماعيلية والمنوفية والصعيد.
6. فاكهة النجمة (الكارامبولا)
فاكهة بنجمة خماسية الشكل، بطعم يجمع بين العنب والحمضيات. غنية بالمعادن والفيتامينات، لكن لا يُنصح بها لمرضى الكلى لاحتوائها على حمض الأوكساليك. تُزرع في الحديقة النباتية بأسوان.
7. الباشن فروت (فاكهة العاطفة)
فاكهة شهيرة بطعمها الفريد ولبّها البرتقالي المليء بالبذور. تحمي القلب، وتقلل خطر الأورام، وتدعم الجهاز التنفسي. تنتشر زراعتها في المنيا وبني سويف ووادي النطرون.
8. البيبينو (الخيار الحلو)
شكلها بيضاوي أصفر مع خطوط بنفسجية. مزيج نكهوي بين الشمام والكمثرى، وهي مفيدة للهضم وتقليل الكوليسترول. قليلة السعرات وتحتوي على مضادات للالتهاب.
9. الجاك فروت
أضخم فاكهة في العالم، بطعم غني يجمع بين المانجو والموز والأناناس. تساعد في ضبط السكر ومحاربة أمراض القل…