ذهب الصحراء الأخضر.. التين الشوكي من فاكهة الفقراء إلى كنز في الزراعة المصرية


في ظل تصاعد تأثيرات التغيرات المناخية وتراجع الموارد المائية، يبرز التين الشوكي كأحد الحلول الزراعية الواعدة في مصر، خاصة في المناطق الصحراوية والهامشية.
هذه الفاكهة، التي كانت تُعرف يومًا بـ"فاكهة الفقراء"، بدأت تفرض نفسها كمحصول استراتيجي ذو قيمة غذائية واقتصادية وبيئية كبيرة.
يتميز التين الشوكي بقدرته الفائقة على تحمل الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة، مما يجعله مثاليًا للزراعة في الأراضي غير الصالحة لكثير من المحاصيل التقليدية. ولا يحتاج إلى مياه ري كثيرة، إذ يكفيه الري على فترات متباعدة، بل ويمكن أن ينمو دون ري في بعض المناطق المعتمدة على الأمطار.
اقرأ أيضاً
وزير الزراعة يبحث تحديد مسار عمل الفاو في اجتماع المنظمة بروما
الجفاف يشتد في أوروبا وموجة حر تهدد المحاصيل في فرنسا وألمانيا
مناخ الزراعة: موجة شديدة الحرارة لمدة أسبوعين تؤثر على المحاصيل
تعزيز الشراكة الدولية لدعم الزراعة المستدامة.. نشاط مركز البحوث الزراعية خلال يونيو
«الزراعة» تنتفض لمحاصرة «جراد الفرافرة»
وزير الزراعة لنظيرته الفرنسية: حققنا طفرات إنتاجية بالتعاون مع القطاع الخاص
وزير الزراعة للمفوض الزراعي الإفريقي: جاهزون لنقل خبراتنا لدول القارة
وزير الزراعة: تعزيز التمويل الأخضر المستدام هو الطريق للتحول في الأنظمة الغذائية
تحقيق طفرة تكنولوجية في الزراعة.. تعرف على التفاصيل
«مناخ الزراعة»: طقس شديد الحرارة ابتداءً من الجمعة.. وتحذيرات حاسمة للمزارعين
انطلاق فعاليات معرض ”أجريتك 2025” للزراعة الذكية والخضراء
وزير الزراعة يشارك في اليوم الوطني لدولة الفلبين
كما أن زراعته لا تتطلب أسمدة أو مبيدات بكثافة، مما يقلل من تكلفته، ويسهم في الحفاظ على البيئة.
بحسب عدد من الخبراء، يمكن أن يدر فدان التين الشوكي عوائد تصل إلى 30 – 50 ألف جنيه سنويًا في حالة التسويق الجيد، بينما لا تتجاوز تكاليف زراعته بضعة آلاف من الجنيهات، ما يجعله مشروعًا مغريًا لصغار المزارعين والشباب.
ولمحصول التين الشوكي عدة استخدامات:
تسويق الثمار الطازجة في الأسواق المحلية.
صناعات غذائية (مربى، عصائر، مجفف).
إنتاج زيت بذور التين الشوكي عالي القيمة.
استخدام مخلفاته في صناعة الأعلاف الحيوانية.
دور بيئي ومجتمعي مهم
يمثل التين الشوكي عنصرًا أساسيًا في مشروعات مكافحة التصحر وتحسين التربة، كما يسهم في تثبيت الرمال في المناطق الجافة. وفي الوقت نفسه، يمكن أن يكون مصدرًا مهمًا لتوفير فرص عمل مستدامة في القرى والمجتمعات الريفية والصحراوية، خصوصًا مع إدماجه في مشروعات التنمية الزراعية الجديدة.
تحديات تواجه زراعته
رغم مزاياه العديدة، لا تزال زراعة التين الشوكي تواجه عدة تحديات في مصر، أبرزها:
ضعف التسويق، خاصة في المناطق البعيدة عن الأسواق.
غياب سلاسل القيمة المضافة مثل التصنيع والتصدير.
نقص الإرشاد الزراعي المتخصص بهذا المحصول.
ضعف التنظيم في الجمعيات التعاونية والمزارعين المهتمين به.
تجارب ناجحة تستحق التكرار
في محافظات مثل الفيوم ومطروح والمنيا والبحر الأحمر، بدأ عدد من المزارعين والمبادرات الشبابية في تبني زراعة التين الشوكي بنجاح، معتمدين على أساليب ري حديثة، وتسويق مباشر في الأسواق أو عبر الإنترنت، مما فتح الباب أمام فرص كبيرة للتوسع.
لم يعد التين الشوكي مجرد فاكهة موسمية على عربات الباعة الجائلين، بل أصبح فرصة ذهبية لزراعة المستقبل في مصر، ومع دعم مناسب وتخطيط استراتيجي، قد يتحول إلى أحد محاصيل الصادرات الزراعية الهامة في السنوات القادمة.