أزمة اليوسفي لعام 2024.. الأسباب والتداعيات على أوروبا وتركيا وآسيا الوسطى

عانى سوق اليوسفي الأوروبي الطازج في نهاية عام 2024 وضعا صعبا للغاية حيث تفاجأ المستهلكون بارتفاع الأسعار بينما اشتكى المنتجون من أنه على الرغم من انخفاض المحصول فإن الطلب على هذه الفاكهة لا يزال منخفضا نسبيا.

ووفقا لخبير سوق الفواكه والخضروات الدولي فيدير ريبالكو، انخفض حصاد اليوسفي في تركيا بشكل حاد في عام 2024. وتلعب تركيا، أكبر مصدر لليوسفي الطازج في العالم من حيث الحجم وثالث أكبر مصدر من حيث القيمة، دورًا حاسمًا في التأثير على أسعار اليوسفي في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، يستمر تأثير تركيا على سوق اليوسفي في الاتحاد الأوروبي في النمو بسرعة.
وتشير ماريتي جيليت، الخبيرة من جمعية مزارعي الخضروات في لاتفيا Latvijas dārznieks، إلى أن أسعار اليوسفي والموالح في لاتفيا مرتفعة بشكل غير عادي هذا الموسم. وتقول: "في الأسبوعين الأخيرين من شهر ديسمبر، عرضت محلات السوبر ماركت اليوسفي ذي الجودة المشكوك فيها بسعر 1.99 يورو للكيلوجرام، وتباع بسعر 1.69 يورو للكيلوجرام". وعلى الرغم من ذلك، تلاحظ ماريت أن الطلب على اليوسفي لا يزال مرتفعًا من حيث المظهر. وتشير إلى أن انخفاض محصول اليوسفي في دول الاتحاد الأوروبي في عام 2024 يرجع إلى شذوذات الطقس والمشاكل اللوجستية.

ولوحظ وضع مماثل فيما يتعلق بأسعار اليوسفي في إيطاليا، حيث لم يعتاد المستهلكون المحليون على رؤية أسعار التجزئة لواحدة من أكثر الفواكه الموسمية بأسعار معقولة تقترب من 2 يورو للكيلوجرام الواحد لأرخص الأصناف.

وسجلت أسعار الجملة لليوسفي هذا الموسم أرقاما قياسية في معظم دول المنطقة. وفي بولندا وأوكرانيا ومولدوفا، وصلت أسعار اليوسفي إلى مستويات قياسية.

ومن المثير للاهتمام أنه في دول آسيا الوسطى مثل أوزبكستان وطاجيكستان، تبلغ أسعار اليوسفي أيضًا في المتوسط ضعف ارتفاعها المعتاد في هذا الوقت من العام. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مشكلات حديثة تتعلق بالإمدادات بشأن اكتشاف شهادات الصحة النباتية المزيفة لليوسفي الباكستاني.

ولا يرى المنتجون والتجار أن الطلب على اليوسفي مرتفع بشكل خاص. وفقًا لممثلي تجارة المنتجات، تكبدت معظم مراكز التعبئة التركية خسائر في بداية الموسم لأنها باعت اليوسفي بأقل من التكلفة بسبب الانخفاض الحاد في الطلب في روسيا وأوكرانيا، فيما اضطروا إلى شراء اليوسفي من المزارعين بأسعار مرتفعة بسبب انخفاض المحصول، لكن الانخفاض الحاد في القوة الشرائية في روسيا بسبب انخفاض قيمة الروبل والتضخم المتسارع أدى إلى انخفاض الطلب على اليوسفي.
كما يتكبد مستوردو اليوسفي في روسيا خسائر أيضا حيث كان عليهم شراء المنتجات بأسعار أعلى بالدولار الأمريكي. وأدى انخفاض قيمة الروبل إلى ارتفاع أسعار الروبل، مما أدى إلى انخفاض الطلب على المنتج. ونتيجة لذلك، يضطر بعض المستوردين إلى بيع اليوسفي بأقل من سعر الشراء.

وبلغت واردات جميع الموالح التي يشكل اليوسفي حوالي 70% منها، من تركيا إلى أوكرانيا في ديسمبر 2023 ما قيمته 43 ألف طن، بينما في ديسمبر 2024 كانت 33 ألف طن فقط. لذلك، يمكننا أن نذكر انخفاضا كبيرا في الواردات من تركيا. ويوضح ريبالكو أن الانخفاض في الإمدادات من تركيا يتم تعويضه جزئيًا من خلال بعض الزيادة في إمدادات اليوسفي من اليونان.

وفي الوقت نفسه، فإن المصدرين الأتراك ليسوا في عجلة من أمرهم لتوقيع عقود جديدة لصادرات اليوسفي، متوقعين المزيد من الزيادات في الأسعار. وهم واثقون من أن انخفاض الطلب في روسيا وأوكرانيا ليس مشكلة مستعصية على الحل، حيث تظل أسعار المنتج في البلدان الأخرى مرتفعة.

ويختتم ريبالكو: "لذلك، يبدو أن اليوسفي الرخيص لن يكون متوفراً هذا الموسم".